عباد الله يقول ربكم{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (رغم أنفه-اصابه الخزي- ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة )
عباد الله ومع كثرة المشاغل تجاهل البعض حقوق أغلى انسانة الجوهرة الغالية الام الحنون والدرة المصون صاحبة الفضل الكبير.. ولابد من وقفة تجاهها
ان للأم حقاً عظيماً وأولاها الشرع اهتماماً كبيراً وجعل لها قدراً جليلاً أمك أيها الابن لها عليك حقوقاً وبرها من أعظم القربات كما أن عقوقها من أكبر الكبائر وأشد الموبقات
نبي الرحمة والشفقة عليه الصلاة والسلام، يأتي عام الحديبية وقد مر بالأبواء حيث دفنت أمه ومعه أصحابه فيذهب لزيارة قبرها فيبكي ويبكي من حوله فيقول: (استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، وأستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الآخرة) رواه مسلم
قال ابن عمر لرجل :
أتخاف النار أن تدخلها ، وتحب الجنة أن تدخلها ؟
قال : نعم
قال : بر أمك ، فو الله لئن ألنت لها الكلام ، وأطعمتها الطعام ؛ لتدخلن الجنة ما اجتنبت الموجبات يعني الموبقات .
كان محمد الحنفية يمشط رأس أمه .. وذكر أن محمد بن سيرين أنه ما كلم أمه ألا وهو يتضرع .
عبدالله بن عون : نادته أمه فأجابها , فعلا صوته صوتها , فأعتق رقبتين .
استقت – أي طلبت – أم ابن مسعود ماء في بعض الليالي , فجاءها بالماء فوجدها قد ذهب بها النوم , فثبت بالماء عند راسها حتى اصبح
كان زين العابدين كثير البر بأمه , حتى قيل له :إنك ابر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل معها في صحفة ! فقال : أخاف أن تسبق يدي الى ما سبقت اليه عينها , فأكون قد عققتها .
وكان طلق بن حبيب يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيتٍ هي تحته إجلالاً لها.
كان حيوة يقعد في حلقة الدرس يعلم الناس، وعند مضي بعض الوقت تأتي أمه وتقول: يا حيوة ! قم ألقِ الشعير للدجاج، فيقوم ويقطع الدرس ويترك طلابه
امك ايها الابن المسلم امك اوصيك بأمك ان تضايقت خفف عنها واحمل همها وان فرحت فافرح معها ولاتنظر لها نظرة احتقار ولاتنهرها بكلمة ولاتعطيها ظهرك ولاتمد ناحيتها رجلك ، قبل قدميها ويديها ورأسها أحضر لها الماء قبل أن تطلب فإن طلبت واحضرت فليس لك ميزة عن غيرك ترقق لها بالكلام واخفض لها الجناح واكثر لها السلام ولاتقل لا الا اذا امرتك بمعصية ربك تكلم معها شاورها اعرف اهتماماتها لاتغضب اذا كررت واكثرت عليك الامور فقد كنت طفلاً تكرر أكثر منها ، كن حنوناً لها كن عطوفاً عليها اركبها بسيارتك لتخرجها من جو منزلها سافر بها عمرة مد لها المال وأبحث لها عن لذيذ المأكول والمشروب وطيب اللباس والطيب والفراش ولاتبخل عليها بالهدايا واحضر لها ماتشتهيه ، ونحن الان بالصيف فابحث عن طيب الفاكهة لها وليس ذلك فقط بل قم بتقطيع تلك الفاكهة لها وليس ذلك فقط بل اطعمها تلك الفاكهة بيدك تواصل مع امك ان كنت بسفر كلمها راسلها برسالة ، لاتقطعها اذا تزوجت وتأهلت عنها ، لاترفع بأي حال من الاحوال صوتك عندها لا اقول عليها
تذكر ايها الابن كم مرة أطعمتك بيديها تذكر كم مرة أمسكت الاناء لتشرب وكم مرة سرحت شعرك وكم مرة أمسكت بكتفيها وهي تلبسك وكم مرة نظرت اليك فرحة وانت صغير تلعب، تذكر كم مرة غطتك حين تنام وكم مرة حزنت لمرضك فكان نومها هما وكم مرة انكوت يديها وهي تطبخ طعامك أو تكوي لباسك وكم مرة تشققت أناملها وهي تغسل لباسك وأدرانك وكم مرة قلمت أظافرك فهل كنت تعرف كيف تقلم أظافرك ؟
أمك ايها الابن تستحق أن تحملها على ظهرك لتقضي حاجتها وليس بكثير فكم مرة قضت لك حاجتك وتستحق ماهو اكثر بكثير .. هل تعرف معنى الحمل وألم الوضع وحنين الارضاع .. شارفت سنة ببطنها وسنتين تلقم ثديها وماكلت وماملت وماتعبت ومااغتمت ..
أبعد هذا يرفع الصوت على مثل هذه أو يكسر أمرها أو يستهان برأيها أو يتذمر من طلباتها ..
اللهم ارزقنا بر امهاتنا اللهم اغفر لوالدينا أحياءً وأمواتا.. أقول ماسمعتم
الخطبة 2
هل علمتم لماذا حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحق بحسن صحابتي قال أمك ثم أمك ثم أمك هل علمتم لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل يوصيه بإمه " هل لك من أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها ؛ فإن الجنة عند رجلها "
عباد الله
ومن ماتت أمهاتهم رحمهن الله وأوسع قبورهن ونورها لهن وجمعهن بأحبائهن الام ان ماتت لم ينقطع برها لماذا ؟ سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام : الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما
فأبواب البر للأم بعد موتها كثير رحم الله أموات المسلمين ..